لم تكن السعادة التي عمت أجواء حفل تكريم أطفال دسكا السباحين من الممكن تصويرها في اللقطات التي ألتقطت أثناء تكريمهم بالميداليات على يد الفنان فايز المالكي، والناظر يرى الفخر متجسداً في وجوه الأطفال الباسمة وهم مرتدين ميداليات البرنامج وذلك ضمن الدورة التدريبية الأولى لتعلم السباحة لأطفال ذوي متلازمة داون ، أطفال خُلقوا بقدرات محدودة يمكن تنميتها وتطويرها بالصبر وبالتدريب وهذا ما تقوم به دسكا كمنظمة تهتم وترعى أطفال ذوي متلازمة داون .

ومما يجدر ذكره بأن دورة السباحة هذه قد عُقدت في مقر دسكا خلال صيف 2010م وبمساهمة وتطوع كريم من المدرب المعتمد من الأتحاد الدولي حسن بن عبدالرحمن الحمدان – القائد العالمي للأسر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، حيث أنه تكرم بجزء كبير من وقته وثابر مع مجموعة من أطفال دسكا لما يزيد عن الشهر ليُخرج منهم أطفال يتقنون السباحة بكفائة معتمدين على أنفسهم وقد أضاف لنا الكابتن حسن قائلاً : شكراً كبيراً لدسكا المتمثلة بقيادة الأستاذة سوزان الغانم – أمين عام دسكا وللفريق المساعد بأكمله، حيث أنهم كانوا متعاونين ومهتمين جداً وقد تجاوبوا مع الفكرة سريعاً، كما أشكرهم على تبنيهم لبرنامج تدريب السباحة لأطفال ذوي متلازمة داون وعلى وثوقهم بي وبإمكانياتي كمدرب ، وأستغل هذه الفرصة لأضيف بأنني أتمنى أن لا ينحصر هذا البرنامج خلال فترة الصيف فقط بل أتمنى أن يمتد على مدار العام ويسرني جداً أن أستمر وأكمل هذا المشوار وبأن يُضاف هذا التدريب لبرامج دسكا التدريبية والتأهيلية ، كما أود أن أهمس بكلمة لأولياء الأمور عامة ولأولياء أمور لأطفال ذوي إعاقة خاصة بأن يحرصوا على قضاء أوقاتهم ومناسباتهم مع أبنائهم وأن يهتموا بتطوير قدرات أبنائهم ومشاركتهم بأحداث أيامهم صغيرة كانت أو كبيرة حيث لا يخفى على أحد من أن الأباء هم قدوة الأبناء .
وقد أضافت لنا والدة عبدالله عسيري وهو أحد الملتحقين لدورة السباحة في دسكا قائلة : أنا دوماً أعاني مع عبدالله في كل مكان ترفيهي أذهب إليه حيث أنهم يمنعونه من اللعب ويتهربون من المسئولية بقولهم بأن عبدالله لا يستطيع أن يلعب مع غيره من الأطفال، وبالأخص موضوع السباحة فقد أرسلته لنوادي سباحة عديدة ولكنهم جميعاً لم يوافقوا على تدريبه بحجة أنه في حاجة لمدرب خاص له فقط ، حتى جائت مبادرة دسكا مع المدرب حسن الحمدان فكنت أول من ألحقت ولدها في البرنامج والآن لا يسعني أن أصف لكم شعوري وأنا أرى عبدالله يسبح بسعادة كغيره من الأطفال، وأشكر دسكا والكابتن حسن على تطوعه بوقته وجهده لتدريب أبنائنا فجزاه الله كل خير، وياليت من المؤسسات العامة سواء الترفيهية أو التثقيفية أن تهتم ولو قليلاٍ بفئة الأطفال المعاقين وتخصص لهم مراكز ترفيهية .
ولا يخفى على أحد ما للسباحة من أهمية كبيرة فهي مفيدة للعقل والجسم معاً وهي من الرياضات التي تقوي العضلات والعظام وهي تمنح جسم الطفل التناسق في الحركات كما أنها تقوي القلب وتزيد من كفائة الدورة الدموية ، كما أنه مجرد التواجد في الماء يحرض الكليتين ويضاعف أدائهما بنسبة 700 بالمائة كما أنه يساعد على تخفيف الأمراض الصدرية ويوجد غير هذه الفوائد الكثير منها التي لن نتمكن من إدراجها كلها والأهم من كل هذا هو أن يعتاد الطفل على التواجد في الماء منذ صغره ليقل لديه الرهبة والخوف من الماء وتدعم ثقته بنفسه وليس لنا أفضل من رسولنا الكريم لنستشهد بحديثه وبنصيحته القيمة لأولياء الأمور ( علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل )، فما بالكم إذا تعاملنا مع أطفال ذوي متلازمة داون حيث أنهم يعانون من مشاكل مختلفة من أمراض القلب والصدر وضعف العضلات والعظام، ولكنهم في دورة السباحة وجدوا لهم منفذاً جميلاً ينسوا بها أعراض أمراضهم ويتعايشون معها .
وما تقوم به جمعية دسكا من جهود في خدمة أطفال ذوي متلازمة داون هو ليس محصور ببرامج التدريب داخل المركز ولكن دسكا تجتهد بالإضافة لذلك في التعريف بهذه الفئة من خلال إقامة أنشطة مجتمعية متنوعة في أماكن متفرقة على مدار العام وذلك بهدف التواصل مع المجتمع والتعريف بالجمعية وخدماتها واحتياجات الفئة المخدومة ولعل من أبرزها ( مسابقة أفضل لوحة تعبيرية – مهرجان يلا معانا – السحور الخيري –حملات تعريفية في مركز المملكة التجاري ) ، كما أنها تشارك في أغلب الفعاليات والمؤتمرات والدعوات المختصة بالمجال، وهذه الأنشطة منوعة مابين تعريفية بفئة ذوي متلازمة داون أو ريعية تعود لهؤلاء الأطفال ولأسرهم الضعفاء منهم، بالإضافة لذلك فإن هذه الأنشطة تعود بدخل إضافي لدعم برامج الجمعية التأهيلية والتدريبية والتعليمية .