عزيزتي الأم……

تهانينا ومباركتنا لكم بهذا المولود الجديد ونتمنى أن يكون طفلكم في أتم الصحة والعافية.

نحن هنا نود أن نطمئنك ونخبرك بأن ما تمر به أسرتك قد مر الكثير من الأسر به وكل ما تشعرين به الآن هو طبيعي جدا لأي أم في وضعك الحالي.

إليك رسالة من أم تتذكر فيها مشاعرها في اليوم الذي عرفت فيه عن حالة طفلها:

“في الليلة التي عرفت بها عن حالة طفلي كنت في المستشفى، شعرت بأني “متحجرة” كأنما هناك حجراً جامدأ وثقيل عوضاً عن القلب النابض.  بعد ساعات من التقلب في السرير عجزت فيها عن النوم بدأت أحس قلبي يهوي الى رجلاي كان هذا أسوأ كابوس لي. شعرت بالغثيان، أصبح وجهي ساخناً.  ثم انسابت دموعي بهدوء حتى لا تسمع الأمهات الأخريات معي في الغرفة. “لم أكن أريد أن أكون مختلفًة.” وصوت في رأسي يقول “قضاء لا إعترض عليه” بينما قلبي يصرخ لماذا وماذا وجميع الأسئلة المعقولة والغير معقولة تجول في خاطري”

لا بأس أن تحزن أو تغضب أو تتمنى أن يكون هناك خطأ في تشخيص الطبيب أو أن ما يجري كابوساً سوف تفيق منه فكل هذه المشاعر هي فطرة بشرية فلا تهلعي ولا تجزعي فما أصابك لم يكن ليخطئك انما هو بتقدير الله تعالى.

واعلمي أن الله سبحانه وتعالى رحيم بمشاعركِ كيف ما كانت فرب العالمين يقول في كتابه العظيم: لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا

نحن نعلم بأن القبول والرضا ليس سهل وفوري وأن عدم الرضا بما يخالف الهوى والأمنيات لهو من فطرة الله في خلقه. وهذه الأحداث في حياة الإنسان تجعل الشخص يمر خلال سلسلة مراحل تسمى بسلسلة الحزن وأول هذه المراحل عادة يكون الشعور بعد الرضا أو عدم التصديق وهي مرحلة طبيعية جداً يمر بها الجميع. فإن اصبت كأب أو أم بالحزن أو الأسى فلا عيب في ذلك فلا إعتراض على قضاء الله وقدره ولكن لكل منا طبع شكله الله عليه تختلف به ردود أفعالنا ومشاعرنا تجاه مجريات أقدرانا وهذه سنة الله في خلقه.

نحن هنا لمساعدتك في أي مرحلة تمرين بها.

ماذا الآن

حمداً لله على السلامة لك ولطفلك الجديد…

نحن نعلم أن الحيرة تملأ عقلك الأن وكثير من التساؤلات. كثيراً ما يتوجه والدا الطفل لمواقع الأنترنت والتواصل الإجتماعي بحثاً عن أجوبة للتساؤلات التي تغمرهم. هذه المصادر قد يترك الأسرة معلقة بين السماء والأرض وفي زوبعة من المشاعر والحيرة والخوف. تستمر الأسرة في التساؤل ماذا الأن من أين نبدئ كيف نعرف أن هذه القرارات المناسبة لنا ولطفلنا. فلا بأس عليكِ إن كنتِ الأن في هذه المرحلة من الطريق.

وإليك عزيزتي الأم بعض من النصائح عن التساؤلات التي لديك المتعلقة بإخبار الأسرة والأقارب:

  • إختاروا الوقت المناسب لإطلاع بقية اطفالكم على حالة الطفل لكن لا تستمروا في إخفاء الوضع عن أطفالكم الأخرين خصوصاً إذا بلغوا السادسة أو السابعة من العمر.
  • حتى إذا كان الطفل أصغر واستفسر عن شيء ما يخص أخيه او اخته ذو تثلث الصبغية 21 فهذه فرصة مناسبة لشرح الحالة، الإنكار والاخفاء يضع على الوالدين المزيد من الأعباء العاطفية والنفسية.
  • يمكنكم أن تتفقوا على إبلاغ بقية الأسرة وأنتم سوياً أو كلٌ بمفرده إن قراراتكم كأسرة فيما تحتاجونه من حقكم ولكم مطلق الحرية فيها الأهم أن لا تخبى الأسرة على بعضها فلا ينفرد الأب بالخبر ولا الأم.
  • لا تخبئي طفلك عند قدوم ضيوف إلى المنزل ولا تتركيه مع إخوته عند خروجك في المناسبات الإجتماعية فهي فرصة لإخبار الجميع حتى دون ان تتحدثي معهم عن حالة طفلك ويمكنك الرد بإجابات مختصرة دون ذكر التفاصيل.

واخيراً….

مثل أي طفل اخر أكثر ما يحتاجه طفلك الآن هو أن يحصل على الحب والرعاية، من الطبيعي جداً أن تكون المشاعر متضاربة أو بعض الحيرة أو الكثير من الألم ولا بأس بذلك وركزي على ما تحتاجينه أنت وطفلك في هذه المرحلة واستمتعي بأمومتك وبعلاقتك بطفلك فهو يحتاج إلى رعايتك.

عزيزي الأب انظر لمولودك الجديد كما تنظر لأي من أبناءك لا تركز على الحالة هو طفل بغض النظر عن التشخيص لحالة ” تثلث الصبغية21 “